جورج قرداحي ينفي شائعة وفاته: “سأواصل دعم غزة ولبنان وقضايانا العربية”
انتشرت شائعات واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، تزعم وفاة الإعلامي اللبناني جورج قرداحي إثر غارة إسرائيلية استهدفت جنوب لبنان. هذه الأخبار لاقت رواجًا كبيرًا في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة نتيجة التصعيد العسكري المستمر بين إسرائيل ولبنان. لكن، كما تم توضيحه لاحقًا، هذه الشائعات غير صحيحة وجورج قرداحي بحالة صحية جيدة.
حقيقة وفاة جورج قرداحي في غارة إسرائيلية
وسائل إعلام لبنانية أكدت نقلاً عن مصادر مقربة من الإعلامي جورج قرداحي نفي هذه الشائعات المتداولة، مشيرة إلى أنه بخير وبصحة جيدة. المصادر شددت على ضرورة تحري الدقة في نقل الأخبار خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان.
أشارت المصادر ذاتها إلى أن قرداحي مستمر في نشاطاته الإعلامية والاجتماعية، مضيفة أن الشائعات التي طالته تأتي في وقت حساس للغاية بسبب الأوضاع في المنطقة. ودعت تلك المصادر الجمهور إلى توخي الحذر من الانجراف وراء المعلومات غير الدقيقة، خاصة تلك التي يتم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
قصف مستمر على جنوب لبنان منذ أكتوبر
منذ أكتوبر الماضي، يتعرض لبنان لقصف إسرائيلي مستمر يتركز في جنوب البلاد، ما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا والجرحى، ونزوح جماعي من المناطق المتضررة. الهجمات الإسرائيلية أدت إلى استشهاد أكثر من 1500 لبناني وجرح آلاف آخرين، بالإضافة إلى نزوح ما يزيد عن مليون مواطن من جنوب لبنان نحو المناطق الشمالية بحثًا عن الأمان.
وتصاعدت حدة الغارات الجوية الإسرائيلية على مناطق جنوب لبنان في الأسابيع الأخيرة، حيث استهدف الطيران الإسرائيلي صباح اليوم الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، محذرًا السكان بضرورة إخلاء منازلهم فورًا.
موقف إيران من التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان
من جهتها، دعت إيران المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف الأعمال العدائية الإسرائيلية ضد لبنان، محذرة من أن استمرار هذا العدوان سيؤدي إلى المزيد من الضحايا والدمار. وأكدت طهران دعمها الكامل للشعب اللبناني في مواجهة العدوان الإسرائيلي، داعية إلى ضرورة احترام حقوق الشعوب وحمايتها من الاعتداءات الخارجية.
جورج قرداحي: الإعلامي الذي أحبّه الجمهور العربي
جورج قرداحي، الذي وُلد في قضاء كسروان بمحافظة جبل لبنان في 16 مايو 1950، يُعد من أبرز الشخصيات الإعلامية في العالم العربي. استهل مسيرته الإعلامية في عدد من المحطات الإذاعية، ولكن الانطلاقة الحقيقية كانت في عام 2000 عندما قدم البرنامج الشهير “من سيربح المليون”، الذي حقق نجاحًا واسعًا واستمر عرضه لمدة ثلاث سنوات.
انتقل قرداحي بعدها إلى قناة LBC اللبنانية في عام 2004، حيث قدم برنامج “افتح قلبك”، قبل أن يعود مجددًا إلى برنامج “من سيربح المليون”، ولكن مع جائزة مضاعفة ليصبح عنوان البرنامج “من سيربح المليونين”.
مسيرة حافلة بالإنجازات
طوال مسيرته، حصل جورج قرداحي على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لجهوده وإسهاماته الإعلامية. من أبرز تلك الجوائز “الميركس دور” كأفضل إعلامي في العالم العربي لعام 2007. كما حصل على لقب سفير النوايا الحسنة من منظمة الأمم المتحدة للبيئة، وهو دور أتاح له المشاركة في حملات توعوية تهدف إلى حماية البيئة ودعم القضايا الإنسانية.
في سبتمبر 2021، تم تعيين قرداحي وزيرًا للإعلام في الحكومة اللبنانية، وهو المنصب الذي شغله حتى ديسمبر من نفس العام. وخلال فترة عمله كوزير، كان له دور فاعل في تحسين العلاقات الإعلامية بين لبنان والدول الأخرى، كما أكد على التزامه بدعم القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
نشاطه الاجتماعي ودعمه للقضايا العربية
خلال مسيرته، لم يكن قرداحي مجرد إعلامي يقدم برامج ترفيهية فقط، بل كان له دور كبير في دعم القضايا العربية، وعلى رأسها دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. لم يتوانَ عن استخدام منصاته الإعلامية للتعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني والشعوب العربية التي تعاني من الظلم والاضطهاد.
وفي تعليق خاص عن الشائعات التي طالت حياته مؤخرًا، قال جورج قرداحي: “لن أتوقف عن دعم القضايا العربية العادلة مهما كانت التحديات. ما يجري في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق هو جزء من صراع طويل ضد الظلم والاستبداد، وسنظل ندافع عن حقوقنا حتى النهاية”.
تحري الدقة في الأخبار المتداولة
تأتي الشائعات التي طالت جورج قرداحي في وقت حساس تعيش فيه المنطقة اضطرابات كبيرة نتيجة التصعيد العسكري في لبنان. ومع انتشار الأخبار الزائفة بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، تزداد الحاجة إلى توخي الحذر وتحري الدقة في نقل الأخبار، خصوصًا في ظل تصاعد وتيرة العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية.
“في ظل هذه الظروف، يجب أن يكون للإعلام دور محوري في نشر الحقائق وتصحيح المعلومات الخاطئة”، وفقًا لمصادر مقربة من قرداحي. وأضافت المصادر: “لا يجب أن نستسلم للشائعات التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار وإثارة الفتن”.
تواصل الاعتداءات الإسرائيلية
مع استمرار القصف الإسرائيلي المكثف على مناطق مختلفة من لبنان، لا تزال الحالة الإنسانية تزداد سوءًا. الغارات الجوية لم تقتصر على الجنوب، بل امتدت إلى ضاحية بيروت الجنوبية، حيث أصدر الاحتلال الإسرائيلي تحذيرات جديدة للسكان يطالبهم فيها بإخلاء منازلهم على الفور. فيما تعيش المدن اللبنانية حالة من القلق والترقب وسط استمرار تصاعد الهجمات.
تظهر هذه الأحداث مدى خطورة الوضع الحالي في لبنان ومدى تأثير الشائعات على الحالة النفسية والمعنوية للناس. ومع ذلك، يبقى الإعلامي جورج قرداحي صامدًا في وجه التحديات، مؤكدًا على استمراره في دعم قضايا الأمة العربية والمطالبة بالسلام والعدل.