أوسكار بياستري يتألق في باكو: الأداء الأسطوري الذي يثبت أنه بطل العالم المقبل في الفورمولا 1!

ظهرت السمات المميزة لبطل العالم في الفورمولا 1 أوسكار بياستري في باكو

حقق أوسكار بياستري فوزه الثاني في الجائزة الكبرى للفورمولا 1، مع أداء يُعتبر الأفضل في مسيرته القصيرة حتى الآن، وذلك خلال سباق باكو، ليؤكد أنه بطل عالم مستقبلي في هذه الرياضة.

بياستري، سائق فريق مكلارين، انطلق من الصف الأمامي بجانب صاحب أربعة ألقاب في سباق جائزة أذربيجان الكبرى، تشارلز لوكلير. وبعد مطاردة حثيثة في المراحل الأولى من السباق المكون من 51 لفة، قام بياستري بتنفيذ تجاوز جريء على لوكلير في اللفة 20.

بياستري “صمد بكل ما لديه” خلال الـ 31 لفة التالية ليحقق فوزه الثاني هذا الموسم، معتبراً أن هذا السباق “يُعد بالتأكيد أحد أفضل سباقاتي في مسيرتي.”

أثناء طريقه للفوز المذهل، أظهر السائق الأسترالي، الذي لم يتجاوز 23 عامًا بعد، مهارات فاقت توقعات فريق مكلارين، وأثبت أنه في طريقه ليصبح بطل عالم في الفورمولا 1.

الدقة والتنفيذ المتقن

تجاوز بياستري لتشارلز لوكلير كان استثنائياً. من مسافة بدت مستحيلة، قام سائق مكلارين باندفاع شجاع ودقيق داخل المنعطف الأول، مما فاجأ لوكلير تمامًا. لكن التجاوز كان محسوبًا بدقة وتنفيذه كان مثالياً. لم يكن هناك أي لحظة فقدان للسيطرة أو قلق، حيث لم يقم بياستري بإغلاق الإطارات أو الانحراف عن المسار، ولم يتسبب في أي تماس مع منافسه أو الحواجز.

كما أشار بياستري نفسه، هذا التجاوز كان “ما جعلني أفوز بالسباق”. وكشف أن تجاهله لتوجيهات مهندسه توم ستالارد بشأن إحضار الإطارات ببطء خلال المراحل الأولى، كان دافعاً لاتخاذ القرار الجريء بالتجاوز. “كنت أعلم أنه إما الآن أو أبدًا، وغلبت غريزتي القاتلة.”

“قال لي مهندسي: ‘لنقم بعدم تكرار ذلك مرة أخرى’، لكنني تجاهلته في اللفة التالية وأرسلت السيارة إلى الداخل.”

وتابع: “لو لم أستغل هذه الفرصة، فلن أجد فرصة أخرى. يجب أن أعطي الفضل لتشارلز، لقد كان عادلاً بشكل كبير.”

دفاع ذكي

بعد أن خطف الصدارة من لوكلير، تحول بياستري إلى وضع الدفاع، حيث كان عليه الصمود أمام هجمات لوكلير على مدار 31 لفة. رغم أن لوكلير كان يستفيد من تقنية DRS، نجح بياستري في إجباره على محاولة التجاوز من الخارج في كل مرة.

أندريا ستيلا، رئيس فريق مكلارين، أشاد بحكم بياستري الدقيق قائلاً: “تجاوز لوكلير في أول محاولة كان الأكثر صعوبة، لأنك ليس لديك مرجع مسبق. ولكن بعد التجاوز الأول، أصبح الأمر أكثر سهولة.”

القوة الذهنية تحت الضغط

وصف بياستري السباق بأنه “أكثر سباق مسبب للتوتر” في حياته، لكن لم يكن هذا واضحاً من أدائه. فقد كان هادئاً ومتزناً خلف المقود، ليظهر لنا شخصية غير قابلة للانكسار.

في اللفة 42، شهدنا انزلاقاً مثيراً لبياستري مع لوكلير من المنعطف الأخير، مما أظهر مدى الضغط الكبير الذي كان يتعرض له السائقان على حلبات شوارع باكو. ورغم بعض اللمسات البسيطة مع الحواجز، لم يرتكب بياستري أي خطأ واضح.

“لقد أعطى اليوم عرضاً لقوته الذهنية.” كما قال أندريا ستيلا: “بياستري قاد كأنه سائق ذو خبرة كبيرة وقدر على التعامل مع الضغط.”

بياستري الذي حصد لقبين متتالين في الفورمولا 3 والفورمولا 2 في مسيرته السريعة نحو الفورمولا 1، اعترف بأن هذا السباق كان الأكثر تميزًا في مسيرته حتى الآن.

تعليق خبير:

“القيادة بهذه الدقة في ظل الضغط الشديد تظهر لنا بالفعل أننا أمام بطل مستقبلي في الفورمولا 1،” كما قال أحد الخبراء التقنيين، مضيفًا: “السائقون الشباب مثل بياستري الذين يظهرون هذا المستوى من التماسك والسيطرة يضعون الأسس لبناء مستقبل مشرق في الفورمولا 1.”

التحكم في السباق وتوقعات المنافسين

المثير للقلق بالنسبة لمنافسيه، بما فيهم زميله في الفريق لاندو نوريس، هو أن بياستري يبدو فقط في بداية مستواه العالي.